بطرس رزق، اسم مصرى عالمى خفاق فى طب النساء والولادة، أستاذ ورئيس قسم فى جامعة جنوب ألاباما ومن عباقرة علاج تأخر الحمل على مستوى العالم، والمدهش أن هذا المجال تفوق فيه الأطباء المصريون بشكل مبهر، حتى وصل اثنان منهم إلى أن يصبحا أشهر طبيبين فى إنجلترا فى أطفال الأنابيب والتلقيح المجهرى وصاحبى أعلى نسب نجاح، هما د. الطرانيسى ود. حسام عبدالله، والأخير للأسف طورد فى مصر نتيجة انتماءاته اليسارية وقياداته مظاهرات الطلبة ونشاطه السياسى، فتم تصنيفه مشاغباً وحرم من تحقيق حلمه كأستاذ فى مصر إلى أن أكرمه الله وفتحت إنجلترا لعبقريته ذراعيها، فأصبح من أشهر أطباء العالم، ولكنه لم يعلن توبته بعد ومازال يستمع للشيخ إمام!!

وصلتنى رسالة حب من د. بطرس رزق، الذى مازال يستمع هو الآخر لأم كلثوم وعبدالحليم رغم أنه لم يجد مكاناً له فى مصر، ورغم أن بعض قادة تيار نفى الآخر فى قسم النساء والولادة بقصر العينى من الجيل السابق أجبروه على الرحيل لأنه كان مصراً على تخصص طب النساء، كان عاشقاً له، وكان من أوائل الكلية طوال سنوات الدراسة، حتى وقعت الواقعة وجاء يوم الامتحان الشفوى اللعين فى هذه المادة، لم يستطع «بطرس» أن يخفى اسمه الواضح الصريح المستفز لهؤلاء ممن يحملون مشاعل الفتنة والعنصرية، هاجر الرجل وأثبت نفسه بالكفاءة لا بالدين، وستندهش من كم المراجع التى ألفها هذا الطبيب النابه.. انظر إلى المراجع السبعة وهى بعض مؤلفاته على موقع أمازون التى ألفها أو شارك فى تأليفها، اكتب بطرس رزق فى «جوجل» لتمتلئ فخراً وتبكى حزناً، فخراً بهذا العَلَم وحزناً على موقف الأساتذة المحترمين الذين طفشوه من مصر.

يقول د. بطرس عن أهم أصدقائه وأساتذته الذين يدين لهم بالولاء وبالحب، د. أبوالغار ود. جمال أبوالسرور ود. حسن سلام و د. مصطفى أبوزيد وأيضاً د. حسام عبدالله، كلهم مسلمون، كلهم مستنيرون، كلهم علماء لا يحملون ضغائن ولا يمارسون صغائر أو تفاهات من التى مارسها المضطهدون قديماً فى قسم النساء بقصر العينى.

أرسل لى د. بطرس رزق منصفاً رائد طب النساء والولادة المصرى العظيم نجيب باشا محفوظ الذى أعتذر له ولأحفاده عن جهلى بمقام هذا العبقرى، الذى ما إن قرأت متأخراً سيرته الذاتية وسجل كتبه ودراساته والجهات التى كرمته حتى أيقنت أننا أفضل من يقتل رموزنا ويغتال عظماءنا!

عندما تم تكريم د. مجدى يعقوب لم يسأل أحد منا عن دينه المسيحى، لأنه عندما يعالج ويجرى جراحة دقيقة لا ينظر فى بطاقة هوية المريض أو خانة ديانته، وعندما احتضن حسام عبدالله، المسلم اليسارى، فى مركزه الطبى بإنجلترا د. شريف باشا المسيحى وعلّمه ودربه ومنحه أسرار علاج العقم، لم يفكر نهائياً فى ديانة هذا الشاب القادم من مصر يحمل حلماً وحقاً فى تحصيل العلم، عندما طبطب على كتفى د. مفيد سعيد، أستاذ الجراحة ورمز البروتستانت فى مصر خلال امتحان الشفوى وابتسم بأبوية ورقة، غمرنى حباً وسلاماً وحصلت منه على الدرجة النهائية، لأنه زرع فى وجدانى الطمأنينة فخرجت من خرسى وتحررت من خوفى.

أنا على يقين من أن بطرس لن يعود إلى مصر، ولكنى لست على يقين من أن الأمان والحب والتسامح ستعود إليها.